Thursday, July 31, 2008

سامي نادر لـ"المستقبل": لا خوف على المحكمة الدولية المستقبل - الاربعاء 30 تموز 2008

"نعم هناك خطر على وحدة "14 آذار" في ظل تصرفهم كمجموعة من الأحزاب، فالقضية الجوهرية لهذا التحالف هي استكمال معركة الحرية والسيادة والاستقلال وليس دخولهم في حسابات انتخابية ضيّقة"، بهذه الكلمات يختصر الأستاذ الجامعي سامي نادر وضع الحركة الاستقلالية اليوم، ويرى في حديث الى "المستقبل" ان على "14 آذار" الانتقال للعمل الجبهوي الموحّد والمتين في أسرع وقت ممكن لمواجهة التحديات القادمة ولتكريس الاستقلال.نادر لا يرى خلافا استراتيجيا داخل القوى الاستقلالية ولكنه يدعوهم إلى العودة إلى جمهور وروح "14 آذار" والتواصل مع المجتمع المدني والمستقلين.هو يرى ان "14 آذار" تضعف أمام كل استحقاق انتخابي ويطالبهم بالتماسك والوحدة والعودة إلى المبادئ، اما الانتخابات في ظل وجود سلاح فليست مقبولة والحد الأدنى "المراقبة الدولية".نادر يعتبر ان لا خوف على المحكمة لأن السودان ليس سوريا ولبنان ليس دارفور وكل المطلوب ان نبقى حذرين.هل هناك خطر على استمرار "14 آذار" ووحدتها؟ـ بالطبع هناك خطر على "14 آذار" في ظل تصرّفهم كمجموعة من الأحزاب، فالقضية الجوهرية لهذا التحالف هي استكمال معركة الحرية والسيادة والاستقلال، وليست دخولهم في حسابات انتخابية ضيّقة كما حصل في انتخابات 2005 فنرى دائماً ان هذا التحالف يتعرض لانتكاسة عند كل استحقاق انتخابي ونرى "14 آذار" تلفظ انفاسها وتدفع الثمن باهظاً لضعفها أمام هذه الاستحقاقات.إذاً المشكلة تكمن في مواجهة الاستحقاقات الانتخابية؟ـ نعم هذه مشكلة ولكن أيضاً نرى ابتعاد المجتمع المدني عن "14 آذار" وهو كان في صلب هذا التحالف ولهذا فقدت "14 آذار" عنصر التماسك الذي كان يؤمنه المجتمع المدني، فهم يتصرفون كما ذكرت كمجموعة أحزاب وكل فئة تفتش على مصالحها وتدفع ثمن هذا التصرف. ولكن ما يطمئن ان القضية المركزية لـ"14 آذار" في الحرية والاستقلال ما زالت موجودة على الرغم من التباين في تصريحات أقطابها الذي هو نتيجة لسياسات حزبية.هل من حاجة لعقد اجتماع طارئ بين أقطاب "14 آذار"؟ـ الحاجة ليست فقط لاجتماع طارئ بل الحاجة اليوم للقاءات دورية وأن ينتقلوا للعمل الجبهوي الموحّد بأسرع وقت ممكن والعمل كمؤسسة، فلا يكفي ان يكون هناك "أمانة عامة" وليس باستطاعتهم البقاء كمجموعة من الأحزاب والفئات فهم بحاجة إلى مستقلين لا سيما لخوض المعركة الانتخابية والفوز بها لتكريس الاستقلال، ومجرد لقائهم واجتماعهم يساعد كثيراً في إعادة اللحمة إلى داخل الفريق الاستقلالي فالتمايز بين المواقف الذي نلاحظه هذه الأيام اعتقد ان السبب الأساسي فيه هو الابتعاد عن القيادات وعدم التنسيق وليس نتيجة فروق استراتيجية أو مبدئية.هل صحيح ان جمهور "14 آذار" متقدّم على قياداته؟ـ بالطبع لأن جمهور "14 آذار" ليس معنياً بالمعركة الحزبية الحاصلة اليوم. هذا الجمهور معني بالقضية الكبرى التي من أجلها كانت "14 آذار"، هو معني بالحرية والسيادة والاستقلال، معني بالعيش الحر والرفاهية، هذه العناوين هي محور معركة جمهور "14 آذار" في ظل محور أو خصم منظم قادر ويريد زعزعة كل شيء، ومن هنا الأهمية في رص الصفوف وأن تعود "14 آذار" إلى الروحية التي انطلقت بها وأن تعود إلى جمهورها وقواعدها وخاصة ان الوضع اليوم أفضل بكثير من السابق حين كان الوجود السوري في عز تحرك "14 آذار"، إضافة إلى الاغتيالات المتنقلة التي كانت موجودة.مسألة السلاح والانتخابات؟ـ تحدث بعضنا بالأمس عن ان لا مشكلة في انتخابات في ظل وجود السلاح وأعطى مثلاً الانتخابات العراقية، ولكن الواقع ان هناك علامات استفهام تطرح على الانتخابات العراقية وهناك مطالبة بمراقبة دولية لهذه الانتخابات، وفي لبنان نحن بحاجة بالحد الأدنى لمراقبة دولية ولا سيما بعد ما حصل في أيار الماضي إذ ان البعض يطمح لأن يقيم جمهورية خاصة فيه وليس باستطاعة "14 آذار" ان تبقى على هذا المسار التراجعي الذي تنتهجه وحتى لو كانت الانتخابات وفازت بها "14 آذار" إذا بقي السلاح في يد فئة من اللبنانيين فهو سيبقى يعطّل لأنه لا يريد طاولة حوار ولا استراتيجية دفاعية وخاصة في ظل بدعة حكومات الوحدة الوطنية التي هي حكومات تعطيلية بكل معنى الكلمة.هل صحيح ان الأميركيين "خذلونا" أم ان "14 آذار" خذلت الأميركيين بضعفها؟ـ "14 آذار" كانت حاضرة في محطات أساسية واستفادت من الدعم الدولي وخاصة الأميركي، ولكن في غياب الحركة الفعلية ليس باستطاعتك ان تطلب الدعم وفي كثير من الأحيان المصالح بين الطرفين لم تتوافق كما حصل عندما طلبت أميركا انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائدا واحدا فهناك ضرورات وأولويات لدى الطرفين، ولكن على المستوى الاستراتيجي على العكس فالمصالح تتلاقى.انعكاس الوضع الاقليمي والتقارب الأميركي ـ الإيراني والسوري ـ الإسرائيلي على الوضع اللبناني؟ـ في المعادلة الاقليمية "14 آذار" هي الرابحة اليوم وتتصرف وكأنها خاسرة، و"حزب الله" هو الخاسر ويتصرف كأنه هو الرابح، إذ انني لا أرى كيف ان إيران وسوريا في موقع قوة في المنطقة بل على العكس، لذلك أمام "14 آذار" فرصة لاستكمال إنجازاتها، والتقارب الإيراني ـ الأميركي والانفراج ينعكس ايجاباً على لبنان ولكن الخوف من تسوية الملف النووي ان تكون على حساب مكسب سياسي في لبنان وأن تكون المفاوضات السورية الإسرائيلية عنوانها عودة السوري إلى لبنان، لهذا علينا ان نبقى حاضرين وحذرين في هذا الموضوع.هل مشهد مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني ومشهد اعتقال كارادزيتش يؤثران على انتظارات اللبنانيين في ما يخص المحكمة الدولية؟ـ المحكمة الدولية تأخذ مسارها بالشكل المطلوب، ونقطة التحوّل ستكون يوم تشكيلها والبدء بأعمالها، فمسألة التمويل حسمت ومن غير الممكن ان توقف المحكمة فهي خرجت عن قدرة البعض على تعطيلها، وسوريا ليست السودان ولبنان ليس دارفور. وأعتقد ان النظام السوري معادٍ لما يكفي من العالم العربي وردة الفعل ستكون مغايرة لما يحصل بخصوص الرئيس السوداني، حتى ان المحكمة لا يمكن تسييسها. وعلى اللبنانيين ان يطمئنوا لمسارها، ولكن في نفس الوقت أيضاً علينا ان نبقى حذرين.
المستقبل
حاوره أيمن شروف

No comments: