Monday, June 22, 2009

خبراء اقتصاد لـ "السياسة": نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية انعكست ارتفاعا 20 في المئة على الأسهم


بيروت - صبحي الدبيسي: عكست المواقف الإيجابية التي ترافقت مع نتائج الانتخابات النيابية في لبنان والتصريحات الهادئة التي تميز بها الفريقان المتنافسان وقبول الفريق الخاسر بالنتيجة كما هي عليه, انتعاشاً في الحركة الاقتصادية والسياحية, وسجل أكثر من نقطة إيجابية على هذا الصعيد, ما أدى إلى ارتفاع في أسهم "سوليدير", وزيادة الطلب على الاستثمار في لبنان.كما توقع المحللون الاقتصاديون انخفاضاً في أسعار الفائدة في العملات الأجنبية المتداولة, وتحديداً الدولار الأميركي, مقابل ارتفاع في أسعار اليوروبوند, فيما يسجل ارتفاع ملحوظ في زيادة الودائع الادخارية بالليرة اللبنانية والسيولة الجاهزة إلى 23 ملياراً, كما ارتفعت الودائع بالعملات الأجنبية وفق بيانات مصرف لبنان."السياسة" وفي معرض التثبت من صحة المعلومات المتداولة, كان لها محطات مع عدد من الخبراء والمهتمين في القضايا الاقتصادية, وخلصت إلى المواقف التالية:الخبير والمحلل السياسي والاقتصادي سامي نادر رأى بأن نتائج الانتخابات, أعادت تعزيز الثقة بالبلد, وهذا يتضاعف كون لبنان بمنأى عن الأزمة الاقتصادية وهذان العنصران جداً مهمان, وقد يشكلان عاملاً لنهضة اقتصادية أساسية للبنان.الخبير الاقتصادي غازي وزني رأى من جهته, أن الأجواء بعد الانتخابات النيابية, خلقت مناخات إيجابية ظهرت ملامحها فوراً ومباشرة في الاستقرار الداخلي, ما سيعكس نمواً في القطاع المصرفي.بدوره نقيب أصحاب الفنادق السياحية بيار أشقر, توقع موسماً سياحياً مزدهراً هذا الصيف, متوقعاً أن تبدأ طلائع السائحين الوافدين إلى لبنان في النصف الثاني من هذا الشهر.
اللبنانيون اقترعوا للاستقرار ما قراءتك لنتائج الانتخابات وتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد, بعد إعادة تجديد الثقة لفريق 14 آذار? إذا كان من عنوان أساسي بعد هذه الانتخابات هو عنوان الاستقرار, لأن اللبنانيين اقترعوا للاستقرار, اقترعوا للسلام, وأهم شيء قالوا لا, لمشروع المقاومة.صحيح أن 14 آذار, لم تطرح رؤية اجتماعية اقتصادية واضحة إلى جانب طروحاتها السياسية, ولكن الواضح أن صناديق الاقتراع, أكدت خيارها الملتزم بلبنان واحة سلام, ليس لبنان ساحة صراع, وقررت أن تقول لا لمشروع المقاومة الإسلامية.هؤلاء الناس يريدون الاستقرار, يريدون إخراج لبنان من صراع المحاور, وينشدون العيش بكل بساطة. عندما رأوا بمرحلة معينة أن لبنان بدأ يخرج عن تاريخه, عن طبيعته, انتفضوا وقالوا لا.. في المقابل, لم يقولوا نعم لشيء معين, وهذه مهمة الأكثرية, أن تطرح برنامجاً سياسياً اقتصادياً اجتماعياً, كاملاً ومتكاملاً. البعض منهم طرح ببرامج, لكنها لم تناقش. ولكن التصويت الذي حصل, هو تأكيد على وجود الأغلبية, وتأكيد على الإرادة المستقلة, وهذا يتزامن مع جو إقليمي عكس إيجابية لدى معظم اللبنانيين.اليوم, هناك تقارب سوري سعودي عكس أيضاً نوعاً من التهدئة في الداخل اللبناني. هناك حوار أميركي إيراني ساهم أيضاً بتهدئة الجو نوعاً ما كل هذه العوامل, أسهمت بإجراء الانتخابات, لأنها لا يمكن أن تتم بأجواء متشنجة.الكلام الواضح للرئيس الأميركي باراك أوباما في مصر والحركة الديبلوماسية الأميركية الكثيفة باتجاه تقوية عملية السلام.حتى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لاقى الأميركيين بمبدأ الدولتين, واليوم لا يوجد إلا طرف واحد متعنت هو الطرف الإسرائيلي, لأنه لم يقبل التطور الجديد للإدارة الأميركية على مبدأ وقف الاستيطان. والسير بمشروع حل الدولتين, والتسريع بإقامة الدولة الفلسطينية.من هنا نجد أن هذه الانتخابات عكست جو تهدئة وهو موجود إقليمياً وترجم بالانتخابات اللبنانية التي أعطت هذه النتائج واستقراراً في الداخل واستقراراً في الخارج أيضاً.حتى الاستقرار نوعاً ما, داخل الوسط المسيحي, الذي نتج عنه إعادة توزيع للقوى بشكل متوازن أكثر, بعد تراجع "التيار الوطني الحر", لمصلحة قوى 14 آذار, وإعادة التوزيع. هذه كسرت حصرية التمثيل المسيحي. كيف تقرأ الصورة مستقبلاً? بدأنا نواكب محلياً أجواء انفتاح إقليمي وهناك فرصة متاحة جداً لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط, بعد أن وضع الرئيس الأميركي كل إمكانياته, والطاقات الديبلوماسية الأميركية, جعلت النظام الإيراني الأكثر تشدداً يقبل بها, واليوم لا شيء يمكن أن يعكر هذه المسألة. تبقى مسألة السلاح النووي الإيراني, التي سيجري البحث الجدي فيها نهاية هذه السنة, ومن الممكن أن تعكر الأجواء بشكل عام, والتي قد تصل لافتعال أزمة أو تبقى بحدودها القائمة حالياً.فإذا أمكن تخطي هذه العقبة, والتوصل إلى تسوية سلمية, عندها سيكون لبنان ذاهباً إلى مزيد من الاستقرار ومزيد من الانفراج, والتهدئة على مستوى الداخل.أيضاً هناك تهدئة من نوع إضافي بعد فوز الغالبية, التي تحظى بالتأييد الدولي والتأييد العربي المضاعف, بما يبشر بمشروعية عملها السياسي. كيف تفسر ظاهرة الارتفاع بأسعار أسهم العقارات وبصورة خاصة أسعار أسهم "سوليدير"? وهل لذلك علاقة بالانتخابات? نتائج الانتخابات, أعادت تعزيز الثقة بالبلد, وهذا يتضاعف, كون لبنان بمنأى عن الأزمة الاقتصادية وهذان العنصران جداً مهمان. ومن الممكن أن يشكلا عاملاً لنهضة اقتصادية أساسية للبنان. هذا الموضوع يؤثر إيجاباً على المناخ الاستثماري, وهناك عودة لدخول بعض الرساميل العربية إلى لبنان لا سيما في القطاع الإداري, وفي القطاعات المنتجة, ما يبشر بتعزيز السياحة, وعودة المستثمر العربي والأجنبي والسائح العربي والأجنبي. هنالك عودة اقتصادية مرتقبة لبطالة من الخارج, ورؤوس أموال بشرية, وطاقات بشرية, ما تساهم بتعزيز الاقتصاد اللبناني. لو حصل العكس وفازت المعارضة في الانتخابات, كيف كانت ستنعكس هذه النتيجة على الاقتصاد اللبناني? لو فازت المعارضة كان لبنان سيكون أمام مشكلة اقتصادية صعبة, أقلها إدخال البلد في مرحلة ضبابية في ظل الأزمة العالمية.بالنسبة للغرب, لا توجد معارضة أو موالاة, أو "حزب الله" يربح الانتخابات أو يخسرها. هذا هو الانطباع عند الغرب "حزب الله" ما زال على لائحة الإرهاب وفوزه في الانتخابات, يعني أن هناك حرباً جديدة قد تقع في أية لحظة, لأن فوز "حزب الله" لا يعزز الثقة في البلد كما لا يعزز مناخ الاستثمار فيه, لأنه يبعد المستثمر والسائح عن لبنان, ويطرح على الطاولة التزامات العالم تجاه لبنان اقتصادياً, كمؤتمر "باريس 3" وكل الدول المانحة, التي شاركت في هذا المؤتمر, لا سيما وأن "حزب الله" ما زال مدرجاً على لوائح الإرهاب في بعض هذه الدول.لكن مع تجديد الثقة ب¯14 آذار فإن المناخ الاقتصادي أصبح أفضل بكثير ومن المتوقع استثمارات كبيرة ستأتي إلى البلد في هذا الصيف. هل تتوقع موسماً سياحياً مزدهراً هذا الصيف? بطبيعة الحال كل المؤشرات تؤكد أن يكون موسم الاصطياف مزدهراً هذا الصيف, وأن المرافق السياحية بدأت تشهد زحمة حجوزات قل نظيرها.
انخفاض معدل الدولرةمن جهته, رأى الخبير الاقتصادي غازي وزني بأن التصريحات التي عبرت عنها القيادات السياسية بعد إجراء الانتخابات النيابية, خلقت مناخات إيجابية ظهرت ملامحها فوراً ومباشرة في الاستقرار الداخلي, الذي انعكس إيجاباً في الأسواق المالية, التي ارتفعت وتيرتها على نحو ملحوظ, إلى أكثر من 20 في المئة إذا ارتفع سهم "سوليدير" من 20 دولاراً إلى 24 دولاراً وكذلك أسهم المصارف المدرجة في البورصة.وفي الوقت نفسه انعكس الاستقرار السياسي والأخير إيجاباً على القطاع السياحي, حيث من المتوقع أن يكون هذا الصيف واعداً, وأن تتجاوز نسبة عدد السياح 30 في المئة عما كان عليه في الأعوام الماضية.هذه المناخات الإيجابية والهادئة ستنعكس في الفترة المقبلة نمواً في القطاع المصرفي أولاً, وانخفاضاً في معدل الدولرة من 67 في المئة إلى 65 في المئة. وإلى تزايد موجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار حتى أواخر العام الحالي كما أن المناخ السياسي الهادئ ينعكس استقراراً على سعر صرف الليرة اللبنانية.وتوقع وزني أن يستفيد لبنان من ارتفاع مداخيل أسعار النفط في الدول العربية, فيستأثر بمناخ اقتصادي إيجابي, حيث من المتوقع أن يسجل النمو الاقتصادي المحلي نسبة مرتفعة جداً, تتجاوز 5 في المئة هذا العام.ويعود ذلك إلى تحسن في الدخل العام.
موسم مزدهربدوره نقيب أصحاب الفنادق السياحية بيار أشقر توقع موسماً سياحياً مزدهراً هذا الصيف, مؤكداً على مضاعفة عدد الحجوزات في الفنادق اللبنانية بنسبة وصلت في بعض الأماكن إلى مئة في المئة, لافتاً إلى الأجواء الإيجابية التي تمر بها البلاد بعد الانتخابات, والخطاب الهادئ الذي تميزت معظم القيادات السياسية من أصحاب النفوذ في اتخاذ هكذا مواقف, متمنياً أن يكون الموقف الصادر عن "حزب الله" بطي صفحة الماضي جدياً, ولا رجوع عنه, لأن ذلك يطمئن المستثمر العربي والسائح العربي على السواء. وتوقع أشقر أن تبدأ طلائع توافد السائحين إلى لبنان ابتداءً من النصف الثاني من شهر يونيو الجاري.

No comments: